homatelaqsa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأمن الوقائي في الاسلام 2

اذهب الى الأسفل

 الأمن الوقائي في الاسلام 2 Empty الأمن الوقائي في الاسلام 2

مُساهمة من طرف homatelaqsa الجمعة أكتوبر 02, 2015 11:05 pm

القرآن بلسم شافي يواجه أساليب قريش في الحرب النفسية.

- عندما لجأت قيادة قريش إلى أسلوب السخرية والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، جاءت آيات القرآن مواسية لهـم، وسلوي للرسول الأكرم، وأوضحت مصير الساخرين والمستهزئين، وأن الغلبة للحق وأهله، قال تعالى: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون) (الأنعام: 10)، فهذه الآية بينت أن هذا الأسلوب استخدم مع سالف الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، وفي ذلك سلوى للرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه. ثم وضحت، وفي ذلك إعطاء أمل للمسلمين ليصبرون، ويتحملون. وفي ذات الوقت تهديد ووعيد للكفار، الأمر الذي ربما يكون له أثره النفسي عليهم.‏
- رد القرآن الكريم على شبهة الكفار، التي زعموا فيها أن الذي علم الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن بَشَر،* فقــال تعالى: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان
عـــربي مبين) (النحـل: 103) ، فـفنـد تلك الشبهــة بصـورة قاطعة، حيث بيّن أن(بلعام) أعجمي اللسان، بينما القرآن عربي اللسان، فأُسقط في أيدي الكفار.‏
مقاومة المسلمين لأسلوب الاضطهاد
- جربت قريش الأساليب السالفة في الحرب النفسية، ففشلت، فلجأت إلى التعذيب والتنكيل بالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه رضي الله عنهم وكوّنت لذلك لجنة (خمسة وعشرين رجلاً من سادة قريش)، يتزعمها "أبو لهب" عم النبي صلى الله عليه وسلم، فاتخذت قرارًا حاسمًا: ألا تألو جهدًا في محاربة الإسلام، وإيذاء قائد الدعوة وصحبه، والتعرض لهم بألوان النكال والإيلام(سيرة ابن هشام،ج1، ص:317).‏
قيادة قريش تقوم بتعذيب قائد الدعوة صلى الله عليه وسلم
- تم وُضع سِلا الـجَزُور عليه صلي الله عليه وسلم وهو ساجد.. وتفل "عقبة ابن أبي مُعَيْط" في وجهه الشريف. ووضعوا رداءه في عنقه، ثم جروه به حتى وجب النبي صلى الله عليه وسلم ساقطًا. هذا إلى جانب ما كان يضعه جيرانه من القاذورات والأشواك أمام بابه(ابن الجوزي: الوفاء بأحوال المصطفي، ج 1، ص:190، ط 1، دار الكتب الحديثة، وكذلك: السيرة النبوية لابن حبان، ص:84، والكامل في التاريخ لابن الأثير، ج2، ص:70). أرادوا ثني النبي صلى الله عليه وسلم أو تعطيله عن دعوته، فثبت النبي صلى الله عليه وسلم، وصبر، مما كان له كبير الأثر في نفوس المؤمنين، فتحملوا العذاب بصبر وجَلَد، تأَسيًّا به.‏
هذه بعض صور التعذيب التي تعرض لها أفراد الدعوة من قِبَل "الجهاز القرشي"، وهي تتفاوت من شخص لآخر، شدة ولينًا، طولاً وقصرًا.‏
- التعذيب بحرارة الشمس (الرمضاء): تولى وأشرف "أمية بن خلف" علي تعذيب ‏سيدنا بلال بن رباح، رضي الله عنه، حيث جعل في عُنقه حبلاً، ودفعه إلى الصبيان يجرونه، ثم يُذْهَب به إلى رمضاء مكة، ويـُلُقى على ظهره، وتُوضع على صدره صخرة عظيمة، ويقولون له: لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى، فكان جوابه: أحدٌ أحدٌ. فمر به سيدنا أبو بكر، رضي الله عنه يومًا، وهو على هذه الحالة، فقال: يا أمية أما تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى تعذبه؟ قال : أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى، فاشتراه وأعتقه(محمد الخضري، نور اليقين: ص:56).‏
- التعذيب بالنار: ‏عذبت قريش أسرة "*آل ياسر*" بأكملها بالنار، فمات الشيخ "ياسر" تحت التعذيب، وقتلت "سمية" بطعنة رمح، فكانت أول شهيدة في الإسلام، أما "عمّار" فتلفظ بكلمة الكفر مكرهًا، فرُفع عنه العذاب إلى حين، وفيه نزل(59) قولـه تعــالى الأمن الوقائي في الاسلام 2 Icon_sadمن كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (سورة النحل: 106).‏ كما عُذب بالنار أيضًا سيدنا "خباب بن الأرت" رضي الله عنه، فكانت مولاته تعذبه بالنار، فتأتي بالحديدة المحماة، فتجعلها على ظهره ليكفر، فلا يزيده ذلك إلا إيمانًا.. وممن عذب بالنار كذلك، سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه(الرحيق المختوم، لصفي الرحمن، ص:101، السيرة النبوية للندوي،ص:107).‏
- قصدت قريش من هذا التعذيب، فتنة المسلمين، وصدهم عن دينهم ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، بدليل أن سيدنا عمّارًا لـمّا تلفظ بكلمة الكفر تركوه، وأما الذين صمدوا وصبروا، فإما قتلوا تحت التعذيب، أو أعجزوا قريش صبرًا وتحملاً.‏ وفي موقف عمّار ملحظ له دلالاته.. فحين اشتد عليه العذاب، تلفظ بسب النبي صلى الله عليه وسلم مكرهًا، وقد جاء القرآن مستثنيًا من الكفر هذا التصرف، بل قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن عادوا فعد).. وعلى ذلك يجوز للمسلم المداراة في حالة الإكراه، بشرط أن يبقى قلبه مطمئنًا بالإيمان، لكن ليس ذلك على إطلاقه، فإذا كان التلفظ ببعض الكلمات يلحق ضررًا بالغاً بالدعوة والمدعوين، ففي هذه الحالة، الصبر والثبات أولى.. والضرورات تقدر بقدرها.‏
مجابهة المسلمين لاضطهاد قريش
-ثمة عوامل كانت وراء هذا الثبات العظيم، والصبر الجميل، على الأصناف والألوان المختلفة من العذاب، لعل من أهمها: ‏
- دور الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد الإيمان القاطع بالله، إذ ضرب لهم المثل بنفسه، فناله ما ناله من عذاب في سبيل الله، وفي ذلك سلوى للمسلمين، فعندما ينظرون إلى عذاب سيد البشر صلى الله عليه وسلم، يهون عليهم عذابهم، مما يدفعهم إلى الصبر والثبات تأسيًا به صلى الله عليه و سلم.‏
- ومما أعان الصحابة رضي الله عنهم على الصبر والتحمل، دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، فكان عندما يمر عليهم وهم يُعذبون، يدعو لهم، ويحثهم على الصبر، مبشرًا إياهم بالجنة، فكان يقول لآل ياسر: (صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة، اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت) (البداية والنهاية، لابن كثير، ج3، صك5.
- وتارة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعد صحابته بالنصر والتمكين، ضاربًا لهم المثل من الذين خَلَوْا من قبلهم، فعندما جاءه خباب رضي الله عنه، وسأله أن يدعو الله لهم كي يخفف عنهم هذا العذاب، فقال الأمن الوقائي في الاسلام 2 Icon_sadكانَ الرَّجُلُ فيمَن قبلكم، يُحفرُ له في الأرض، فيُجعلُ فيه، فيُجاءُ بالمِنشارِ، فيُوضَعُ على رَأسِهِ، فيُشَقُّ باثنتين، وما يصدُّهُ ذلك عن دينه، ويُمشطُ بأمشاط الحديدِ ما دونَ لحمه من عظمٍ أو عَصَبٍ، وما يصدُّهُ ذلك عن دينه، واللهِ ليُتِمَّنَّ هذا الأمرَ، حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حَضْرَمَوْت [وفي رواية : إلى مكة] لا يخافُ إلاَّ اللهَ، أو الذئبَ على غَنَمِه، ولكنَّكم تستعجلون) (البخاري في مناقب الأنصار، ج1، 543).‏
- مما ساعد المسلمين على اجتياز هذه المحن، التي أوقعهم فيها كفار قريش، الشعور بالمسؤولية، التـــي لا يمكن الحياد عنها، فالعواقب التي تترتب على الفرار من تحملها أشد ضخامة، وأكبر ضررًا عما هم فيه من الاضطهاد والعذاب(لرحيق المختوم ، لصفي الرحمن، ص:143).‏
- لد نزل القرآن الكريم يهون المتاعب التي أحسها الصحابة أثناء التعذيب. فهذا الابتلاء، من طبيعة الطـريـق، لتمييز الصـــادق من الكــاذب: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) (البقرة: 214)، ويقول تعالي: (آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ـ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ).(العنكبوت : 1*3)‏
من الحرب النفسية، إلي التنكيل، إلي المفاوضات .. فشل بعد فشل بعد فشل
- قيادة قريش تجري "مفاوضات غير مباشرة وأخري مباشرة": ذهبوا إلى أبي طالب "خط الدفاع الأول" عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفد من قريش عدة مرات وعرضوا عليه عدة خيارات ومن ثم تهديد ووعيد، وبعث "أبو طالب" إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكلمه فقال له: يا ابن أخي! إن قـومـك جـ
homatelaqsa
homatelaqsa
Admin

المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 25/09/2015

https://homatelaqsa.3oloum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى