التهيئة الإيمانية والتعبئة النفسية
صفحة 1 من اصل 1
التهيئة الإيمانية والتعبئة النفسية
التهيئة الإيمانية والتعبئة النفسية
قبل الإعداد العسكري للجهاد
الحمد لله رب العالمين، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الحي القيوم، الملك الديان، والصلاة والسلام على أشرف الأولين والآخرين، الذي جاهد في اللهِ حق جاهده، فأدى الأمانة ونصح لِلأمة، أما بعد:ـ
أيها الأخوة والأخوات الأحباء في الله تعالى، كلنا يعلمُ فضل الجهاد، وما يلي إشارات وإيماءات لطيفة، لِلتذكر والتنبيهِ، وتجديد العزم، من الكتاب والسنة.
يقول الله عزَّ وجلَّ:ـ ] قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[سورة التوبة آية 24 ، هذه دعوة قوية ومباشرة لِتقديم الجهاد في سبيل الله على أي شيء عداه، ويقول عزَّ من قائل:ـ ] وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [ سورة الحج آية78 ،وهذا أمر بإحاطة الجهاد بالعناية الكبرى وكما ينبغي لهُ، من استغراق الوسع والطاقة ـ أي الممكن ـ في ذلك، وأنهُ تبارك وتعالى لمْ يفرض علينا في هذا الدين ضيق أو مشقة، ولمْ يلزمنا ما لا نطيق القيام بهِ، بل على العكس، اصطفانا لأعظم شرف واختصنا بأكرم الرُسل، لِنكون شهداء على الأمم.
ويقول الرسول، صلى اللهُ عليهِ وسلم: ـ " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط اللهُ عليكم ذُلاً لا ينزعهُ حتى ترجعوا لِدينكم " . قال الشيخ سلمان العودة في هذا الحديث (( فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تبايعتم بالعينة" يعني الربا، وتحدَّث ما شئت عن قيام الاقتصاد في البلاد الإسلامية كلها على الربا ! هذه واحدة. "ورضيتم بالزرع" فالزرع -أيضًا- نموذج ومثال للتعلق بالدنيا، وليس من الضروري أن يكون الرضا بالزرع فقط؛ بل قد يرضى بالتجارة، أو المنصب والوظيفة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الأخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الأخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ) [التوبة:38]. "وتركتم الجهاد" فحين ألقيتم السلاح، وقلتم: لا جهاد، واشتغلتم بالدنيا، سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم. وقد يقول قائل: أين الأحاديث الدالة على أن الجهاد باق، مع أنه في حديث ابن عمر ذكر أنهم تركوا الجهاد؟ نقول: حتى حديث ابن عمر نفسه يذكر أن الجهاد باق؛ لأن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" دليل على أن هذه الحال من الذل لن تستمر؛ بل سوف يعقبها رجوع إلى الدين، بما في ذلك من إحياء لشعيرة الجهاد والقتال في سبيل الله سبحانه وتعالى)) .انتهى كلام الشيخ سلمان العودة .
" كما يقول عليهِ أفضل الصلاة والسلام:ـ " ما اغبرت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسهُ النار. " ويقول، صلى اللهُ عليهِ وسلم " الجهاد سنام الإسلام. " أي الذروة منهُ.
كما أن أمرَ الأجل قد حُسم في الإسلام، فيقول الحق عزَّ وجلَّ:ـ] وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ [ـ ] مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ [سورة الحجر آية 4و 5 ، ]مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ [سورة المؤمنون أية 43] وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ [ ] وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [سورة المنافقون آية 10و 11
فعندما تحين منية العبد لن يؤخرها أو يؤجلها وجود المرء في بيتهِ وبين أهلهِ أو بين حرسهِ، ولن يعجل بالمنية وجود المرء في ساحات الجهاد، ويقول تبارك وتعالى:ـ ] أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [سورة النساء 78 ] قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة الجمعة آية 8، فلا يرد الموت أي احتياطات أو دفاعات بشرية يُوجدها بني آدم.
ويقول الرسولُ، صلى الله عليهِ وسلم:ـ " لن يموت أحدكم إلا وقد استكمل رزقهُ وأجله، فأجملوا في الطلب. " ؛ أي اختاروا الطريق الطيب أو الوسيلة الجميلة. فمقدار الرزق والأجل محدد لِلمرء والمرأة منذ كان أحدهم مضغة في رحم أمهِ، وما تُرك لِلعبد خيارٌ في هذا، فمن ابتلى بالثراء ـ ولمْ أقل الغنى فإن الغنى قد يتحقق مع قلة ذات اليد ـ فلن يموت إلا وقد جمع كل ما كَتبَ اللهُ لهُ من الأموال، والخِِِيرة التي لهُ هي الوسيلة التي يجمع منها هذا الرزق، من الحلال أم من الحرام، من التجارة في الذهب والمجوهرات أو الأنعام أو العقارات،….. الخ، أو من تجارة المخدرات أو من الخمور أو من السرقة أو من الرشاوى، …..الخ. ومن ابتلاه الله بالفقر فلن يتحقق له الثراء ولو واصل النهار بالليل في العمل في جمع المال بالحلال أو بالحرام، فلن يجمع إلا ما كتب الله لهُ، فإن كان من الحلال فاز، وإن كان من الحرام أثم. وكذلك الأجل محدد لِلمرءِ والمرأة، فليس لأي منهما الخيرة في فترة بقائه في هذه الدنيا، كأن يموت أو تموت يوم الولادة، أو أن يعيش حتى يتم مئة عام، وما لهُ فيه الخيرة أن يقضي عمره الذي كتبهُ له في طاعة الله أو في معصيتهِ، أن يموت وهو يجاهد في سبيل الله أو أن يموت معاقراً لِلخمر، …الخ.
لذلك المسلم المؤمن يحبُ الجهاد ويُحدثُ نفسهُ بهِ على الدوام، سائلاً الله أن يكتبهُ لهُ، ولا يخاف الموت ولا يستعجلهُ، فهو يعلمُ أن لهُ أجلٌ لن يسبق الموت قبل حلولهِ ولن يعجل به ملاقاة العدو في ساحات الجهاد، لِذلك فإن المسلم لا يهابُ الجهاد، بل تتوق نفسه لِلانضمام لِسرايا الجهاد.
وكل ما تقدم مقتطفات جذابة من تراثنا العظيم، الذي بين لنا حقائق الدنيا والآخرة، وأختتم بهذا الأقوال الواضحة المعنى، النبيلة الغاية، العذبة الألفاظ، يقول اللهُ العلي العظيم:ـ ]فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً [ سورة النساء 84 ؛ وجاء في صحيح البخاري:ـ " حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا أبو لإسحاق عن حميد قال: سمعت أنساً رضي اللهُ عنهُ يقول: خرج رسول الله، صلى اللهُ عليهِ وسلم، إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردةٍ، فلمْ يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: " اللَّهُمَّ إن العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فاغفر لِلأنصار والمُهَاجِرَة. " فقالوا مُجِيبينَ لهُ.
نَحْنُ الََّذِينَ بايعوا مُحَمَّدَا ******* عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدَا.
" اللَّهُمَّ إن العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فاغفر لِلأنصار والمُهَاجِرَة. " فقالوا مُجِيبينَ لهُ.
نَحْنُ الََّذِينَ بايعوا مُحَمَّدَا ******* عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدَا.
" اللَّهُمَّ إن العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فاغفر لِلأنصار والمُهَاجِرَة. " فقالوا مُجِيبينَ لهُ.
نَحْنُ الََّذِينَ بايعوا مُحَمَّدَا ******* عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدَا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
قبل الإعداد العسكري للجهاد
الحمد لله رب العالمين، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الحي القيوم، الملك الديان، والصلاة والسلام على أشرف الأولين والآخرين، الذي جاهد في اللهِ حق جاهده، فأدى الأمانة ونصح لِلأمة، أما بعد:ـ
أيها الأخوة والأخوات الأحباء في الله تعالى، كلنا يعلمُ فضل الجهاد، وما يلي إشارات وإيماءات لطيفة، لِلتذكر والتنبيهِ، وتجديد العزم، من الكتاب والسنة.
يقول الله عزَّ وجلَّ:ـ ] قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[سورة التوبة آية 24 ، هذه دعوة قوية ومباشرة لِتقديم الجهاد في سبيل الله على أي شيء عداه، ويقول عزَّ من قائل:ـ ] وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [ سورة الحج آية78 ،وهذا أمر بإحاطة الجهاد بالعناية الكبرى وكما ينبغي لهُ، من استغراق الوسع والطاقة ـ أي الممكن ـ في ذلك، وأنهُ تبارك وتعالى لمْ يفرض علينا في هذا الدين ضيق أو مشقة، ولمْ يلزمنا ما لا نطيق القيام بهِ، بل على العكس، اصطفانا لأعظم شرف واختصنا بأكرم الرُسل، لِنكون شهداء على الأمم.
ويقول الرسول، صلى اللهُ عليهِ وسلم: ـ " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط اللهُ عليكم ذُلاً لا ينزعهُ حتى ترجعوا لِدينكم " . قال الشيخ سلمان العودة في هذا الحديث (( فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تبايعتم بالعينة" يعني الربا، وتحدَّث ما شئت عن قيام الاقتصاد في البلاد الإسلامية كلها على الربا ! هذه واحدة. "ورضيتم بالزرع" فالزرع -أيضًا- نموذج ومثال للتعلق بالدنيا، وليس من الضروري أن يكون الرضا بالزرع فقط؛ بل قد يرضى بالتجارة، أو المنصب والوظيفة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الأخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الأخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ) [التوبة:38]. "وتركتم الجهاد" فحين ألقيتم السلاح، وقلتم: لا جهاد، واشتغلتم بالدنيا، سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم. وقد يقول قائل: أين الأحاديث الدالة على أن الجهاد باق، مع أنه في حديث ابن عمر ذكر أنهم تركوا الجهاد؟ نقول: حتى حديث ابن عمر نفسه يذكر أن الجهاد باق؛ لأن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" دليل على أن هذه الحال من الذل لن تستمر؛ بل سوف يعقبها رجوع إلى الدين، بما في ذلك من إحياء لشعيرة الجهاد والقتال في سبيل الله سبحانه وتعالى)) .انتهى كلام الشيخ سلمان العودة .
" كما يقول عليهِ أفضل الصلاة والسلام:ـ " ما اغبرت قدما عبدٍ في سبيل الله فتمسهُ النار. " ويقول، صلى اللهُ عليهِ وسلم " الجهاد سنام الإسلام. " أي الذروة منهُ.
كما أن أمرَ الأجل قد حُسم في الإسلام، فيقول الحق عزَّ وجلَّ:ـ] وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ [ـ ] مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ [سورة الحجر آية 4و 5 ، ]مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ [سورة المؤمنون أية 43] وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ [ ] وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [سورة المنافقون آية 10و 11
فعندما تحين منية العبد لن يؤخرها أو يؤجلها وجود المرء في بيتهِ وبين أهلهِ أو بين حرسهِ، ولن يعجل بالمنية وجود المرء في ساحات الجهاد، ويقول تبارك وتعالى:ـ ] أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [سورة النساء 78 ] قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة الجمعة آية 8، فلا يرد الموت أي احتياطات أو دفاعات بشرية يُوجدها بني آدم.
ويقول الرسولُ، صلى الله عليهِ وسلم:ـ " لن يموت أحدكم إلا وقد استكمل رزقهُ وأجله، فأجملوا في الطلب. " ؛ أي اختاروا الطريق الطيب أو الوسيلة الجميلة. فمقدار الرزق والأجل محدد لِلمرء والمرأة منذ كان أحدهم مضغة في رحم أمهِ، وما تُرك لِلعبد خيارٌ في هذا، فمن ابتلى بالثراء ـ ولمْ أقل الغنى فإن الغنى قد يتحقق مع قلة ذات اليد ـ فلن يموت إلا وقد جمع كل ما كَتبَ اللهُ لهُ من الأموال، والخِِِيرة التي لهُ هي الوسيلة التي يجمع منها هذا الرزق، من الحلال أم من الحرام، من التجارة في الذهب والمجوهرات أو الأنعام أو العقارات،….. الخ، أو من تجارة المخدرات أو من الخمور أو من السرقة أو من الرشاوى، …..الخ. ومن ابتلاه الله بالفقر فلن يتحقق له الثراء ولو واصل النهار بالليل في العمل في جمع المال بالحلال أو بالحرام، فلن يجمع إلا ما كتب الله لهُ، فإن كان من الحلال فاز، وإن كان من الحرام أثم. وكذلك الأجل محدد لِلمرءِ والمرأة، فليس لأي منهما الخيرة في فترة بقائه في هذه الدنيا، كأن يموت أو تموت يوم الولادة، أو أن يعيش حتى يتم مئة عام، وما لهُ فيه الخيرة أن يقضي عمره الذي كتبهُ له في طاعة الله أو في معصيتهِ، أن يموت وهو يجاهد في سبيل الله أو أن يموت معاقراً لِلخمر، …الخ.
لذلك المسلم المؤمن يحبُ الجهاد ويُحدثُ نفسهُ بهِ على الدوام، سائلاً الله أن يكتبهُ لهُ، ولا يخاف الموت ولا يستعجلهُ، فهو يعلمُ أن لهُ أجلٌ لن يسبق الموت قبل حلولهِ ولن يعجل به ملاقاة العدو في ساحات الجهاد، لِذلك فإن المسلم لا يهابُ الجهاد، بل تتوق نفسه لِلانضمام لِسرايا الجهاد.
وكل ما تقدم مقتطفات جذابة من تراثنا العظيم، الذي بين لنا حقائق الدنيا والآخرة، وأختتم بهذا الأقوال الواضحة المعنى، النبيلة الغاية، العذبة الألفاظ، يقول اللهُ العلي العظيم:ـ ]فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً [ سورة النساء 84 ؛ وجاء في صحيح البخاري:ـ " حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا أبو لإسحاق عن حميد قال: سمعت أنساً رضي اللهُ عنهُ يقول: خرج رسول الله، صلى اللهُ عليهِ وسلم، إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردةٍ، فلمْ يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: " اللَّهُمَّ إن العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فاغفر لِلأنصار والمُهَاجِرَة. " فقالوا مُجِيبينَ لهُ.
نَحْنُ الََّذِينَ بايعوا مُحَمَّدَا ******* عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدَا.
" اللَّهُمَّ إن العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فاغفر لِلأنصار والمُهَاجِرَة. " فقالوا مُجِيبينَ لهُ.
نَحْنُ الََّذِينَ بايعوا مُحَمَّدَا ******* عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدَا.
" اللَّهُمَّ إن العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة فاغفر لِلأنصار والمُهَاجِرَة. " فقالوا مُجِيبينَ لهُ.
نَحْنُ الََّذِينَ بايعوا مُحَمَّدَا ******* عَلَى الجِهَادِ ما بَقِينَا أبَدَا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى